أسبينوزا لوحة رسمها الفنان البولندي صامويل هيرشنبيرغ والتي تجسد الحالة التي عاشها أسبينوزا في امستردام حين نُبذ من أهله وجماعته والجالية اليهودية هناك بسبب أفكاره وفلسفته.
باروخ اسبينوزا (ويطلق عليه أيضًا بينيديكتوس دو اسبينوزا) المولود يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1632 بمدينة أمستردام الهولندية، من أب برتغالي يهودي يمتهن تصدير واستيراد التوابل والفواكه الجافة. تعلَّم العبرية ولكنه لم يتابع دراساتها العليا، ما فوَّت عليه دراسة التوراة.
خلف والده من حيث اهتمامه بشؤون تجارته لزمن قصير. ثم طرد فيما بعد من الطائفة اليهودية وفرض عليه عدم الاتصال بأفرادها جميعهم.
ويروى عنه أنه تعرض لمحاولة اغتيال، واحتفظ بردائه الذي مزقته ضربات الخنجر، مستدلاً به، كلما سنحت له مناسبة معينة، للتأكيد على أن الدين يؤدي إلى الجنون!
اتهم بالإلحاد وبإنكار كل الديانات أثناء إقامته بمدينة فوربورغ. مات سنة 1677 بعدما عانى طويلاً من داء السل الرئوي المتوارث في عائلته. وقد أنجز خلال هذا العمر القصير (45 سنة) ما شكَّل ما سماه هيجل النقطة الحاسمة والمركزية في الفلسفة الحديثة.
اسبينوزا، وإن كان هولنديًّا، قد حرَّر كتاباته باللغة اللاتينية، التي تعتبر حينها، كما هو معروف، اللغة العالمية لفطاحل الشأن العلمي. لم يتخرج من أية جامعة لكنه تعلَّم اللاتينية في مدرسة فان دين إيدن الحرة. وقرأ أهم الكتاب اللاتينين، ونجد أثر ذلك بوضوح في كتاباته، على شكل استشهادات متكررة، مع تأثره البالغ بتيرونس على وجه الخصوص.
0 comments:
Post a Comment